الرؤية الكونية التوحيدية عند سيد حسين نصر

Abstract

الرؤية الكونية التوحيدية عند سيد حسين نصر هو عنوان بحث يهدف إلى عرض وتبيان الطريقة التي تعاطى بها سيد حسين نصر مع إشكالية خلو الحياة من المعنى في العالم الإسلامي إذ شخّص مكمن الداء في تعرض هذا الأخير لإرث من القيم الغربية التي تبدو في ظاهرها أنها غير ذات صلة بالعلوم والتكنولوجيا، ولكنها في جوهرها متشابكة معها بصورة وثيقة، ثم بيّن أن هذه العلوم هي ثمرة لرؤية عن العالم تختلف عن رؤيته بشكل جذري، هذه الأخيرة نبذت السلطة الروحية، وأنكرت أي مبدأ أعلى من الفرد فأحلت الإنسان موقع الإله، وقد تمخض عنها السعي الحثيث لتلبية الرغبات الملازمة للجانب المادي من طبيعة الإنسان دونما إلتفات إلى أصل خلقته الروحية. كما طرح سيد حسين نصر للرؤية الكونية في الإسلام باعتبارها معيارا نحكم في ضوئه على ما ينسجم مع المنظور الإسلامي، وبالتالي ضمه واستيعابه وما يتعارض معه مما يقتضي لفظه وإبعاده، وقد أفرزت هذه الرؤية أن المعرفة سبيل وجود يحوّل وجود الإنسان على نحو يتلاءم مع أصل خلقته. إن العلم الغربي لم يحقق كينونة المعرفة التي هي الغاية من الخلق ما يجعله عنصرا غريبا يشكل هضمه تهديدا للعالم الإسلامي وبالتالي ضمه ودمجه إلى الرؤية الإسلامية نوع من التلفيق وهو بعيد عن أن يكون توليفا.