النقد الثقافي العربي بين النظرية والتطبيق عبد الله العروي أنموذجا

Abstract

تبحث هذه الدراسة في ميدان النقد الثقافي في النقد العربي، وتتخذ من أعمال عبد الله العروي الفكرية والأدبية نموذجا لها، حيث كان منطلقها الإبانة عن الممارسة النقدية الثقافية عند عبد الله العروي من خلال منجزه الفكري النقدي، والكشف عن أهم الأنساق الثقافية المضمرة التي شكلت منجزه الأدبي الروائي. وقد اهتمت الدراسة بمفهوم النقد الثقافي، وكذا نشأته وتطوره في البيئة الغربية المنتجة ووقفت على أهم المدارس والحواضن المعرفية التي أسهمت في بروزه، كمدرسة فرانكفورت ومركز برمنجهام للدراسات الثقافية، كما اهتمت بانتقاله إلى البيئة العربية المتلقفة له، وتناولت مدى إقبال النقاد العرب على ممارسته، وذلك بعد انطلاقه مع عبد الله الغذامي، كما عرضت الدراسة لتجليات النقد الثقافي عند عبد الله العروي من خلال أعماله الفكرية والنقدية، والتي برزت من خلال اعتماد العروي على منهج التحليل الثقافي (التاريخانية الجديدة)، في تحليله لأزمة التأخر في المجتمعات العربية، وكذا من خلال نقد المفاهيم، وإشكالية الحداثة والتحديث. وحرصت الدراسة على إماطة اللثام عن أهم الأنساق الثقافية في أعماله الروائية، والتي كشفت عن خمسة أنساق أساسية: النسق الايديولوجي: تطرق فيه إلى الصراع بين الأنا والاخر، وأشار إلى نسق الهزيمة والاخفاق وهيمنة التصوف على التفكير، والنسق السياسي: عرض فيه لثلاث أنساق متصارعة فيما بينها هي: الاستبداد والولاء والمعارضة وهي تعبر عن العلاقة بين الحاكم والمحكوم، أما الاجتماعي: فقد عبر عن التفكير الخرافي الذي تجلى من خلال السحر والشعوذة، ونسق الأزمة ثم نسق الإصلاح. والنسق التاريخي كان بمثابة الحصن المنيع الذي تحتمي به الرواية العروية ومن خلاله كشفنا عن مدى توظيف العروي للتراث التاريخي والشخصيات والمدن التاريخية، وكان النسق الثقافي أكثر الأنساق حضورا في المتن الروائي للعروي حيث ضمّ مختلف العناصر المكونة للثقافة، وكان الدين أبرز هذه العناصر، هذه الانساق الثقافية مضمرة وظاهرة لطالما تحكمت في الوعي الفردي والجمعي، وهي بمثابة مكونات خفية للثقافة السائدة في المجتمع المغربي ومختلف المجتمعات العربية.