أفق الفكر التجديدي و منطلقاته الفلسفية عند إقبال

Abstract

قبل مئات السنين مع بواكير هذا القرن جاء رجال حاولوا الحديث عن هذا الواقع الذي آل إليه العالم الإسلامي من انحطاط محاولين إعادة الروح التي فقدها، واحيائه من جديد على حد تعبير ابن خلدون:" .....وخلت الديار والمنازل وضعفت الدول والقبائل وتبدل الساكن وكأني بالمشرق قد نزل به مثل ما نزل بالمغرب لكن على نسبته ومقدار عمرانه وكأنما نادى لسان الكون في العالم بالخمول والانقباض فبادر بالإجابة والله وارث الأرض ومن عليها وإذا تبدلت الأحوال جملة فكأنما تبدل الخلق من أصله وتحول العالم بأسره وكأنه خلق جديد ونشأة مستأنفة وعالم محدث فاحتاج لهذا العهد من يدون أحوال الخليقة والآفاق وأجيالها والعوائد والنحل التي تبدلت لأهلها ويقفو مسلك المسعودي لعصره ليكون أصلا يقتدي به من يأتي من المؤرخين من بعده ....."من هؤلاء محمد اقبال من خلال مشروعه التجديدي وقد حاولنا من خلال هذه الورقة البحثية الحديث عن اقبال وعن تجديد الفكر الديني وهو حديث يطول فقد كان رائدا من الرواد الذين حملوا على عاتقهم مهمة احياء الروح الإسلامية وبعث الأمة التي توقفت منذ قرون كما أشار ابن خلدون من خلال التركيز على التجديد الديني بإحياء أصوله وليس من خلال بعث رسالة دينية جديدة ولعل مفتاح التجديد في المجتمع الإسلامي في فكر إقبال من خلال قراءتنا المتواضعة هو الرجوع إلى بساطة الحق والقيم الإنسانية الفطرية والتحرر من الفهوم الخاطئة و التي تعرف بالأفكار المرهقة ومن أكبر الإشكالات أمام التجديد الديني هو جمود النقل دون وعي وفهم، ولعل إقبال الفيلسوف الهندي الباكستاني المسلم الذي ترك ميراثا ضخما عاش عمرا عريضا مليئا بالإنجاز والبذل حصل على أعلى الشهادات في عصره ترك تراثا وأفكارا وأشعارا وكتبا نثرية أهمها "تجديد الفكر الديني في الإسلام" والذي حاولنا من خلال هذه الورقة تسليط الضوء على أهم ما جاء فيه من أفكار تجديدية اعتمادا على المنهج التحليلي، وقد توصلت الدراسة إلى اعتصار جملة من النتائج أهمها: أنه يمكن اختزال فلسفة إقبال في: - فلسفة إقبال تقوم على عز العبودية لله: العز بإثبات الذات، والعبودية بنفي الذات. = انطلق اقبال من نظرية أن الدين في أرفع مراتبه ليس إلا سعيا وراء حياة أعظم فقد تحدث عن التجارب الدينية بأن لها قدرتها على تركيز قوة الذات ويميز بين الخالد الأبدي الذي يثبت أقدامنا على عالم التغير المستمر.