أخلاق الرعاية بين المعيارية والواقعية

Abstract

تعد أخلاق الرعاية تيارا فلسفيا أخلاقيا برز في أواخر القرن العشرين، وقد نشأ في سياق الفلسفة النسوية، غير أنه ما لبث أن تجاوز هذا الإطار ليمتد إلى مجالات اجتماعية وسياسية أوسع، تنطلق أخلاق الرعاية من مركزية العلاقة الإنسانية، حيث تولي اهتماما بالغا بمفهوم الترابط بين الأفراد، وتسعى إلى تعزيز هذه الروابط وصيانتها من خلال مراعاة السياقات الاجتماعية، ودعم خير كل من مقدمي الرعاية ومتلقيها ضمن شبكة العلاقات الإنسانية، غالبا ما تقدم الرعاية لا بوصفها نظرية أخلاقية قائمة بذاتها، بل كممارسة أو فضيلة أو قيمة أو استعداد، تنطوي على الاستجابة للاحتياجات الإنسانية، ورعاية الذات والآخر، وتتميز أخلاق الرعاية عن النظريات الأخلاقية التقليدية، إذ لا تستند إلى مبادئ عقلانية مجردة، بل ترتكز على البعد العملي والوجداني للعلاقات، وبذلك تجاوز الخلفية النسوية لجعلها أخلاقا كونية، ولتبيين ذلك لابد من تحديد مفهوم هذه الأخلاق ونشأتها التاريخية وتحليل ثنائية الممارسة والقيمة التي تتأسس عليها. Care ethics is a philosophical approach that emerged from feminist thought, focusing on interpersonal relationships rather than abstract principles. It views morality through the lens of emotional connection and responsiveness to others needs. Unlike traditional ethics based on universal rules, it emphasizes context-specific care and mutual responsibility. The theory highlights practical caregiving while addressing power dynamics in relationships. Though rooted in feminist critique, it has developed into a broader ethical framework. Its strength lies in balancing normative ideals with real-world relational complexities. This makes it particularly relevant for fields like nursing, education, and social justice.