الزكاة في الدولة الوطنية الحديثة بين التقنين والمأسسة

Abstract

تمثل الزكاة ركنا أساسيا من أركان الإسلام وأصلا متينا من أصول نظامه الاجتماعي والاقتصادي إلا أن غياب التفعيل الرسمي لوظيفة الزكاة في مجتمعاتنا المعاصرة رغم الحاجة الأكيدة لشعوب هذه المجتمعات للتدفقات المالية التي توفرها مؤسسة الزكاة كان نتيجة الخلل الذي أصاب العلاقة بين الدولة العربية الحديثة والمنظومة التشريعية الإسلامية حيث مالت هذه الدول إلى تطبيق القوانين الغربية وتبني بعضها أنظمة علمانية معادية، فتخلّى ولاة الأمور عن مسؤولياتهم، في تحصيل الزكاة وفرضوا على الناس الضرائب. من أجل ذلك يسلط الباحث في هذه الورقة الضوء على دور الزكاة في الدولة الحديثة ضمن إشكالية مركزية هي: ما هي أهمية مأسسة وتقنين فريضة الزكاة في الدولة الحديثة وانعكاسات ذلك على شعوب هذه الدول؟ وتكمن أهمية هذه الورقة في الربط بين الزكاة كفريضة دينية وبين أطر ومؤسسات الدولة الحديثة. وقد توصل الباحث إلى جملة من النتائج أهمها: قدرة الزكاة على تحمل جزء كبير من أعباء المجموعة الوطنية وقدرتها على تحريك عجلة التنمية في البلدان الإسلامية مع إمكانية تقنينها بما يتماشى مع تشريعات الدولة الحديثة وهو ما سيكون له أثر إيجابي على شعوب هذه الدول. Zakat represents an essential pillar of Islam and a solid foundation of its social and economic system. However, the absence of official activation of the zakat function in our contemporary societies, despite the definite need of the peoples of these societies for the financial flows provided by the zakat institution, was the result of the imbalance that afflicted the relationship between the modern Arab state and the Islamic legislative system. These countries tended to implement Western laws and some of them adopted hostile secular regimes, so the rulers abandoned their responsibilities in collecting zakat and imposing taxes on the people