موقعُ الدّين في معادلةِ بناء المجتمَع المُسلم -قراءة في ضوء التّجربة النّبوية -

Abstract

نَسعى في هذا المقال إلى بيان الموقع المِفصلي للدّين - عقيدة وقيمًا وتشريعات- في تأسيس ونسجِ العلاقات بين مختلف أطياف المجتمع في شتّى أنساق علاقاته - العلوية والأفقية-، مُستحضرين أصالةً الرّصيد الثري للسنة النبوية -أقوالا وأفعالا وتقريرا-، بوصفه التّنزيل العَمَلي لتعاليم الدين. سنُحاول في إشكالية البحث أن نجيب عن تساؤل مركزي هو: ما تفسير التحوّل النّوعي الذي طرأ في مجتمع الجزيرة العربية؟ هذا المجتمع الجاهلي الذي تنازعته الأهواء والعصبيات والخرافات والشركيات. وحين أشرق نور الوحي انصهر المجتمع في بوتقة واحدة، حيث أصبح كما وصفه مالك بن نبي رحمه الله بـ"النموذج ذي الحجر الواحد" ، محرّرا إياه من جاذبية التراب إلى آفاق روحية وسلوكية وحركية رحبة. يتفرّع عن هذا التساؤل المركزي، مجموعة من الأسئلة الفرعية هي: كيف شكّل الدين - بكلياته العقدية والقيمية والتشريعية- عاملا باعثا على تشكيل لحمة المجتمع بمختلف تنوّعاته وأطيافه ؟ أين تجلّى دور التّجربة النبوية بوصفها التّنزيل العملي للدين في بناء وتأسيس اللبنة الأولى للمجتمع المسلم، من حيث النظر والتدبير؟ وما هي المبادئ والقيم النبوية التي استمدّ منها المجتمع المسلم مقوّمات وحدته، وقوة تمكينه منطلقا ومنهجا ومقصدا؟ وللإجابة عن هذه الإشكالية وتفريعاتها وظّفنا خطة تتضمّن العناصر المنهجية الآتية: أولا: المفاهيم المفتاحية للبحث: المجتمع، الدين. ثانيا: موقع الدّين في تأسيس المجتمع المسلم. ثالثا: التجربة النّبوية في تشكيل لبنة المجتمع المسلم . رابعا: القيم النبوية المركزية، ودورها في تأسيس أنموذج المجتمع المسلم. الخاتمة.