القراءة الحداثية للمسائل العقدية عند هشام جعيط مسألة الوحي نموذجا ( دراسة عقدية نقدية )

Abstract

القراءة الحداثية منذ ولادتها الأولى من رحم الجدلية المادية الوضعية أحدثت قطيعة معرفية مع الدين كله، برغم أن هذه القراءة اتكأت على عدة مناهج وآليات تحليلية إلا أنها كانت قاصرة منذ الوهلة الأولى في تطبيقيها على المجال الديني والغيبي خاصة وهكذا أخذت منحنى جديدا مخلفا تماما في ما ألفه وعهده العقل المسلم وما يتبناه ويعتقده، فكان لها التأثير البليغ في أوساط المفكرين والباحثين العرب وخاصة منهم من تبنوا هذه القراءة بكل منطلقاتها ومناهجها، فكان منهم المؤرخ هشام جعيط هذا الرجل سعى جاهدا منذ بدايات قراءته وغوصه في ميدان السيرة النبوية والدراسات القرآنية توظيف كل ما جاءت به المناهج الغربية الحداثية، بل وحتى انه استند على ما ولى عليه الزمن " الاستشراق"، وهنا جاءت مهمة وأهمية دراستنا في إظهار حقيقة القراءة الحداثية وقصور مناهجها وآلياتها غير الصالحة في هذا المجال بالذات كمسألتي الوحي (والقرآن الكريم المحفوظ بقدرة الله تعالى) ونبوة محمد (r المصطفى اصطفاء إلهيا)، فالعقل الوضعي مهما تطور يبقى ناقصا عن إدراك كل الحقائق وخاصة منها كما قلنا الدينية في بعدها الغيبي غير قابلة للتجريب ولا للتحليل، ولا كل آليات الغربية الحداثية البشرية، وأيضا وجه بحثنا لتقصي حقيقة قراءة المؤرخ هشام جعيط ورؤيته الحداثية وخاصة للمسائل العقدية "مسألة الوحي والنبوة محمد r وكل ما يخص مسيرته في كلا الفترتين المكية والمدنية منها، كأنموذج للدراسة فسلطنا الضوء على أهم هذه المواضيع التي وضعها قيد الدراسة والتي جاءت في شكل كتابه في السيرة النبوية بأجزائها الثلاث، لنضعها نحن تحت مجهر التحليل والاستقراء والنقد، وخلصنا في الأخير على تقرير ما مدي التوائية قراءته ووضعية نظرته لكل ما سبق.