ندوة المهاجرون الجزائريون في الولاية السابعة ودورهم في تحقيق أهداف الثورة

Abstract

تعد الهجرة ومغادرة الديار شكلا من أشكال الحراك الاجتماعي الذي عرفته البشرية منذ القدم لعوامل متداخلة، لجأ إليها الجزائريون في الفترة المعاصرة كأحد أشكال المقاومة التي اختارها الجزائريون طواعية أو مكرهين فرارا من وضعية استعمارية قاتمة في جميع تفاصيل حياتهم اليومية، ووجدوا في الضفاف الأخرى ملاذا اقتصاديا واجتماعيا لتحسين ظروفهم ، حيث قصد الجزائريون، مشارق الأرض ومغاربها طلبا للعلم وبحثا عن المأمن في الرزق والنفس...، حيث ارتبطت بالمضايقات والممارسات الإجرامية التي ارتكبها الاحتلال الفرنسي وكبته لجميع الحريات، سببا مباشرا في ارتفاع معدلات المهاجرين وتضاعف عدد الفارين من ديارهم إلى مهاجر أخرى؛ بحيث شكلت ظاهرة ملفتة تحركت معها الدوائر الاستعمارية، وشكلت نزيفا في البنية الاجتماعية والاقتصادية، وتدميرا للحياة الثقافية والفكرية. وإن غادر هؤلاء بالأجساد إلا أن قلوبهم وعقولهم ظلت مرتبطة بوطنهم، حملوا ألامه حيثما حلوا وارتحلوا بما في ذلك أرض العدو. استقطبت فرنسا على أرضيها أعدادا هائلة من جموع المهاجرين الجزائريين، تضاعفت منذ الحرب العالمية الأولى كعمال ومجندين، وانتظم هؤلاء في النقابات العمالية وأسسوا الجمعيات والأحزاب التي تدافع عن الحقوق المادية والمعنوية للمهاجرين الجزائريين، ودعم القضية الجزائرية في كل مفاصلها وأحداثها؛ فكانوا القوة البشرية والمادية التي أعطت دفعا للثورة التحريرية وأحداثها وشكلت نقطة ضغط على الإدارة الاستعمارية في الجزائر وأحرجت فرنسا في أرضيها، ونقلت صورة عن جرائمها للعالم. Algerian immigrants constituted a human force that the revolution relied on since its outbreak as a moral and material support force; especially Algerian immigrants in France. The latter was considered a revolutionary province by the Soummam Conference, and its federation was one of the most active federations and offices of the National Liberation Front abroad. Therefore, we ask: What is the role of the National Liberation Front Federation in France and its most important activities? And to what extent did Algerian immigrants in France contribute to pushing the Algerian issue to the threshold of détente and the achievement of independence?