مداخلة الدور الثوري للعمال الجزائريين بفرنسا مظاهرات 17 أكتوبر 1961 أنموذج

Abstract

تعدّ مرحلة الثورة التحريرية حلقة مهمّة من حلقات تاريخ الجزائر المعاصر، وتجسيدا حقيقياً لكفاح الشعب الجزائري ضد الاستعمار الفرنسي، وفي سبيل مسيرتهم النضاليّة اتخذ الجزائريون عدّة أشكالٍ للمقاومة؛ منها: المقاومة السلميّة، التي اتخذت أشكال عديدة كا المظاهرات الشعبيّة، وهي إحدى أهم الوسائل الثورية التي اعتمدتها الثورة التحريرية داخل الوطن، وخارجه؛ لإسماع الصوت الجزائري المغيّب، ومواجهة مخطّطات السّلطات الفرنسيّة ، ونخص بدكر نشاطهم داخل التراب الفرنسي 'المستعمر" ، خاصة وان التواجد الجزائري بفرنسا يعود إلى السياسة الاستعمارية الفرنسية نفسها ، هذه السياسة التي حرمت الشعب من حقوقه السياسية والاجتماعية و التعليمية ،بالإضافة الى مصادرة أراضيهم الزراعية وممتلكاتهم ...الخ ، وانطلاقا من هذه الأسباب بدأت أفواجا من المهاجرين تصل إلى فرنسا ،من أجل البحث عن العمل حيث تعرضت هذه الطبقة العاملة لكل أنواع الاستغلال سواء من حيث سوء المعاملة أو قلة الأجور ،ورغم صعوبة الظروف التي واجهتهم إلا أن عددهم تزايد سنة بعد سنة ، وقد فرضت طبيعة المواجهة بين الجزائريين والفرنسيين خلال السبعين عاماً، التي تلت الاحتلال لجوء الجزائريون غالباً إلى الثورات، بسبب حرمانهم من أساليب التعبير الأخرى ؛ كالصحافة، والعرائض، والمنشورات، والتمثيل النيابي، والمظاهرات...، ومع مطلع القرن العشرين وما ميزه من تطور في الحياة السياسية الوطنية، ومستويات الوعي، قادت الجزائريين إلى محاكاة هذه الأساليب ، واستعمالها في كفاحهم؛ منها اعتماد المظاهرات الشعبية كأسلوبٍ جديدٍ، وتجربة نضالية فعّالة خاصة خلال فترة الثورة التحريرية.

تتمحور إشكالية الموضوع في كشف جانباً مهمّاً من تاريخ الثورة، وهو كيفيّة مساهمة العمال بفرنسا من خلال نشاطاتهم المختلفة في دعم الثورة التحريرية ومن هذا المنطلق نطرح التساؤلات الآتية: _ إلى أي مدى ساهم النشاط الثوري للعمال الجزائريين بفرنسا في دعم الثورة التحريرية؟ وكيف ساهمت مظاهرات 17 أكتوبر 1961 في دعم الثورة التحريرية الجزائرية؟The period of the Algerian War of Liberation constitutes a crucial chapter in the history of modern Algeria and a genuine embodiment of the Algerian people’s struggle against French colonialism. In their long journey of resistance, Algerians adopted multiple forms of opposition, among which peaceful resistance—particularly mass demonstrations—stood out as one of the most significant revolutionary methods employed both inside and outside the country. These actions aimed to make the silenced Algerian voice heard and to confront French colonial schemes. Special attention is given here to the activities of Algerians within the French metropolitan territory, as their presence in France stemmed directly from colonial policies that deprived them of their political, social, and educational rights, and expropriated their agricultural lands and properties. Consequently, large numbers of Algerians migrated to France in search of employment. This working class endured harsh conditions and all forms of exploitation, including mistreatment and low wages. Despite these difficulties, their numbers steadily increased year after year. For over seventy years following the occupation, the nature of confrontation between Algerians and the French forced Algerians to resort to uprisings, having been denied other forms of expression such as journalism, petitions, publications, parliamentary representation, and demonstrations. However, by the early twentieth century, the evolution of national political life and the rise of collective awareness led Algerians to adopt these modern forms of struggle, notably mass demonstrations, as an effective and innovative means of resistance—particularly during the War of Liberation. The central problem addressed in this study lies in revealing an important dimension of the revolution’s history: the ways in which Algerian workers in France contributed, through their various activities, to supporting the national liberation movement. Accordingly, the following questions arise: To what extent did the revolutionary activities of Algerian workers in France contribute to the success of the War of Liberation? How did the demonstrations of 17 October 1961 support the Algerian revolutionary cause?